الكذب عند الأطفال
مشكلة الكذب من أكبر المشكلات التي يقع فيها الأطفال،فالكذب هو مخالفة كلام الإنسان لما يعتقده بقصد التضليل وإخفاء الحقيقة ،وخطورة الكذب تكمن في جعل صاحبه يستسهل الوقوع في الخطأ مادام قد وجد في الكذب ماينجيه من تحمل عواقبه ،وبذلك يكون إدمان المرء للكذب مفتاحاً لانحراف كبير وشر مستطير …ومن هنا ندرك تشديد الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً على أهمية اجتناب الكذب لدى الصغار والكبار ،قالت عائشة رضي الله عنها :(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة )
لماذا يكذب الأطفال؟؟
الكذب ليس صفة فطرية أو وراثية لدى الطفل إنما هي صفة مكتسبة تتكون لدى الطفل عن طريق التعليم والتقليد وهذا يعني أن انتشار الكذب بين أفراد الأسرة يشير إلى نوع من الإدانة للكبار والناضجين في تلك الأسرة ،ويمكن أن يكون الطفل أكثر استعدادا لممارسة الكذب في حالتين أساسيتين: القدرة اللغوية وخصوبة الخيال ونشاطه .
الأسباب التي تدفع الطفل إلى الكذب؟؟
– الخوف من العقاب والخوف من المنع من الوصول إلى بعض الأشياء من أكثر مايدفع الطفل إلى الكذب .
– كلما ازدادت قسوة الآباء والأمهات ولجؤوا إلى الضرب والعقاب لحمل الطفل على قول الصدق والإقرار ببعض الأخطاء – لجأ الطفل إلى الكذب – ويحمل الآباء القساة مسؤولية انحراف أبنائهم،فالرفق كما علمنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ماكان في شيئ إلا زانه ، ومانزع من شيئ إلا شانه .
– الكذب بقصد الحصول على بعض الأشياء .
– قد يكذب الطفل لدافع عدواني وكيدي .
– كذب التقليد فالكذب صفة مكتسبة من الأبوين أو الأخوة أو الأصدقاء.
كيف نعالج الكذب عند الأطفال؟؟
– الكذب عند أربع أو خمس سنوات لا يشكل شيئا مقلقا ؛ لأن الطفل في هذه المرحلة لا يستطيع التمييز بين الخيال والحقيقة.
– لن يلتزم الأطفال بالصدق في أسرة يكذب فيها الأب على الأم والأخ الكبير على الصغير ولهذا فإن الالتزام بقول الحقيقة والدفاع عنها يجعل الكذب يبدو شيئا شنيعا في نظر الأطفال .
– يجب أن يشعر الطفل أن الصدق قيمة من القيم الإسلامية العليا ،ويكفي قوله صلى الله عليه وسلم : (إن الصدق يهدي إلى البر )
– من المهم ألا نعطي الطفل انطباعا بأن الكذب ينجيه من العقاب، بل بأن الصدق يخفف من عقوبة الخطأ الذي ارتكبه ، وأن إخفاء الخطأ الذي وقع فيه يستوطب عقوبة الخطأ وعقوبة الكذب في التنصل منه.
– يجب علينا أن نعرف السبب الحقيقي الذي يدفع الطفل إلى الكذب لنستطيع معالجة الكذب لديه ، فإذا كان السبب الخوف من العقوبة خفضنا العقوبة ،وأعطينا الطفل قدرا جيدا من الشعور بالأمان مع العمل على إقناعه بخطورة التمادي في ارتكاب الأخطاء .
– الحذر ثم الحذر من أن نرسخ في وعي الطفل أنه كذاب وأننا نعرف كل الكذبات التي صدرت منه ، فهذا يحمله على الإكثار من الكذب ، المطلوب هو الثناء أمامه على الصادقين وأن نشجع كل موقف صدق نلمسه منه ، ونحاول إشعاره حين تصدر منه كذبة ، أنه صادق وأنها كانت منه عبارة عن هفوة ونأمل أن لا تتكر مرة أخرى .